المدير العام Admin
عدد الرسائل : 147 المزاج : رايق على الآخر تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: فكرة بدأت ب 27 دولاراً لتحصل على جائزة نوبل الإثنين يوليو 28, 2008 3:13 pm | |
| على الرغم من أن محمد يونس البنجلاديشي الحائز على جائزة نوبل للسلام عمل سنوات طويلة كأستاذ اقتصاد في جامعات بنجلاديش، ووضع أسس نظام تمويل غير تقليدي يقوم على تقديم القروض الصغيرة للفقراء، وساهم في إعداد الكثير من الدراسات الاقتصادية حول هذا النظام، إلا انه لم يحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد بل حصل عليها في السلام. يونس ابتكر نظام تمويل جديد لكسر الحلقة المفرغة للفقر. والواقع أن قرار اللجنة التي تقدم جوائز نوبل يلفت النظر إلى طبيعة الإنجاز الذي حققه هذا الرجل، والى أبعاده السياسية والاجتماعية الواسعة. فقد رأى يونس أن الفقراء في بنجلاديش، كما هو الحال في الكثير من دول العالم، يعانون من الحلقة المفرغة للفقر، وهي أن دخلهم منخفض وبالتالي فإن مدخراتهم قليلة، وبالتالي فإن قدرتهم على الاستثمار منعدمة أو ضعيفة للغاية، فيظل دخلهم قليل ومدخراتهم قليلة وهكذا. البداية لفت نظر يونس أن بعض النساء في القرى القريبة من الجامعة التي يعمل بها، وهي جامعة شيتاجونج بجنوب بنجلاديش، يحتجن مبالغ بسيطة ليبدأن مشروعات صغيرة مثل تربية الدواجن أو إنتاج الألبان أو البيض، ولكنهن عاجزات عن الحصول على هذا التمويل. فعندما يذهب الفقراء للبنوك التقليدية للحصول على تمويل يجدون أن هناك طريقين، وهو إما أن يقدموا ضمانات للقروض، وهي غير متوافرة عادة، وإما أن يطلبوا قروضا شخصية. وعادة ما تقدم البنوك مثل هذه القروض لرجال الأعمال الذين حققوا نجاحا في السوق، وليس للفقراء الذين يريدون أن يبدأوا من الصفر. وتكون النتيجة هي استمرار الحلقة المفرغة للفقر. غير أن يونس رأى أنه من الممكن كسر هذه الحلقة ببساطة عن طريق تقديم قروض صغيرة بدون ضمانات للمزارعين إذا كانت لديهم مشاريع قابلة للتنفيذ. وبدأ يونس بتقديم قروض لا تتجاوز قيمتها 27 دولارا لمجموعة من السيدات في قرية مجاورة للجامعة التي كان يعمل بها في عام 1976م. ولأن هناك احتياجا شديداً لتمويل المشروعات الصغيرة في بنجلاديش فقد وجد أسلوب يونس كثيرا من المتحمسين له، وتحولت فكرته إلى بنك "جرامين"، وهي كلمة تعني قروي باللغة البنغالية، وأصبح أول بنك في العالم يقدم القروض للفقراء الذين لا ترغب البنوك التقليدية في إقراضهم. وعبر سنوات عمله، قدم البنك قروضا لنحو 6.6 مليون فرد، 97% منهم من النساء، في نحو 700 ألف قرية. ويشترط البنك أن يتم سداد القرض بالكامل قبل منح أي قرض جديد، وبلغت نسبة سداد القروض فيه 99%، وهو مؤشر على نجاح القروض التي يقدمها البنك. وتحول "بنك جرامين" أو بنك الفقراء كما اشتهر، إلى نموذج تم تقليده في بلاد كثيرة بأسماء مختلفة، لكن المفهوم واحد: تقديم قروض صغيرة للفقراء لتمويل مشروعات صغيرة تهدف لإخراجهم من الحلقة المفرغة للفقر. لا سلام دائم مع الفقر ونعود لقرار لجنة نوبل منح جائزة السلام ليونس، إذ قالت اللجنة في توضيح أسباب منح الجائزة "إن السلام الدائم لا يتحقق إلا إذا وجدت أغلبية المواطنين وسيلة للخروج من الفقر". وبمعنى آخر لا يمكن تصور استمرار السلام الاجتماعي في دولة إذا كانت أغلبية مواطنيها تعاني من الفقر ولا أمل لديها في التغلب عليه. فكما يتحقق السلام بين الدول بمنع أسباب الحروب بينها، يتحقق السلام داخل المجتمع بنزع أسباب الصراع داخله، وعلى رأسها الفقر. ولهذا استحق يونس جائزة نوبل للسلام، فقد بحث عن نموذج تنموي يسعى إلى تحرير الناس من عبودية الفقر، وانحياز المؤسسات المالية التقليدي للأغنياء. وكما قال تعليقا على فوزه بالجائزة "لا أرى سببا لان يكون هناك شخص فقير على ظهر الأرض". واستكمالا لمسيرته قرر يونس أن يخصص قيمة ما حصل عليه من جائزة نوبل، التي وزعت مناصفة بينه وبين بنك جرامين، لإنشاء شركة تقوم بتصنيع أغذية للفقراء تتميز بارتفاع قيمتها الغذائية وانخفاض أسعارها، ليبدأ رحلة "غذاء الفقراء" كما بدأ من قبل بنك الفقراء.
ما رأ يكم أحبتي في الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! | |
|